واقع فلسطيني بيد فوضويين خلاقين ..وحلاقين !!

هل سنقدم بأيدينا وعلى طبق من فضة الجائزة الذهبية لأحفاد المشروع الصهيوني الذين أطلق أجدادهم الكذبة التاريخية التي نتجت عنها المآسي الإنسانية وكل الوقائع والأحداث الدموية والحروب في منطقتنا ؟! فعندما أطلقت جماعة هرتزل مقولة : أرض الميعاد , وأن فلسطين أرض بلا شعب وهي لشعب بلا أرض " كانوا يدركون أن عليهم أن يناطحونا نحن أصحاب الأرض الأصليين حتى نقع فنستسلم , فإما أن نهرب ونهاجر أو نبقى أذلاء نخدم في مشاريعهم التنموية !!

لكنهم ما كانوا ليحلموا أبدا بصورة الواقع الفلسطيني الحالية , حتى وان أقرينا " وبصمنا بالعشرة " أنهم قد اجتهدوا وعملوا على تجسيمها بما يملكون من قدرة فائقة على أحكام المؤامرات وتنفيذ خططها بدقة ! ذلك إننا وبعد مئة وعشر سنوات بالتمام والكمال كانت سمتها التضحيات والمقاومة بأشكالها والآلام والآمال , وبعض الانتصارات التكتيكية والسياسية نجد أنفسنا نعيد صياغة هذه " الكذبة" بأيدينا وقبضاتنا , , فتكاد أن تحولنا لكمات محكمة التوجيه إلى صدور بعضنا إلى مومياء فما زلنا نستخدم قوانا وقدراتنا لإخراج نخاع أدمغتنا من فتحات مناخيرنا , يبدوا أننا ما أحببنا من تاريخ الفراعنة الا نزعة الفرعون لأن يكون ربا يسيطر على مصائر الناس ويسيرهم بمشيئته , ويرسم لهم صور أحلامهم حتى !!

لم ينكر أجداد المشروع الصهيوني وجودنا نحن الفلسطينيين على هذه الأرض لكنهم أنكروا علينا مقومات الشعب , اذ كانوا يعملون بجد على تحويل اليهودية إلى قومية وإقناع العالم بنظريتهم الجديدة , وكانوا يدركون صعوبة ذلك خاصة وان العالم يسير في نهج الديمقراطية العلمانية , ومن الصعب احتمال فكرة الدولة الدينية , لكن مفارقة عجيبة تحدث اليوم , وهي أننا نحن أبناء الأرض الأصليين نسارع على عجلات الحماقة المدفوعة بطاقة "الأنا السلطوية " التي اكتشفها فينا منظروا "الفوضى الخلاقة " لنوحي لهم بمكامن المخارج من أزمتهم المستعصية , فنبرر لهم مشروع " دولة إسرائيل اليهودية " بمجرد التلميح بان الإعلان عن الدولة الإسلامية قاب قوسين أو أدنى !!

لقد فهم مدراء الفوضى الخلاقة طبيعة نزعة بعضنا إلى السلطة بأي ثمن فعملوا على دحرجة كرة الثلج طريقة عرض عكسية أثبتت جدواها عند المتلقي في منطقتنا العربية تحديدا , اذ بدا التآكل والتناقص التدريجي والانكسار في مشاريع وآمال وأهداف الأمة وكأنه أمر خاضع لقوانين الطبيعة !! فصارت الأمة العربية الواحدة , شعوبا وقبائلا , لاتعرف إلا لغة النار والحدود, بينما تحول هدف الوطن العربي الكبير لكثرة الحت والنحت والتشذيب والكسر هنا , والانهيار هناك الى مجرد أقطار مسيجة بالسلاك الشائكة هذا في أحسن الظروف , أما عندنا فان الخوف يبلغ أفظعه بأن تتحول غزة إلى دويلة والضفة إلى جارة تفصل بينهما قناة البحرين : المتوسط الميت , ولنا أن نتخيل مصيرنا بعد أن انتهى زمن الأنبياء , وعصا موسى القادرة بإذن الله على شق اليم !!

إننا في اللحظة التي نقدم فيها على شطر "الأرض الحزيرانية " التي رضينا أن يكون لنا على حدودها دولة , ونفرق بين شعبنا الواحد بقنوات فضائية ومحلية ودعايات وتجاذبات وتحشيدات حزبية فئوية , فان أمواجا من الأجيال الجاهلة والمجهلة قصدا ستغرقنا جميعا بتناقضاتها وستسحبنا إلى دوامة بلا قرار , وعندها سيفرح الفوضيون الخلاقون وسيفرح أحفاد هرتزل , أما " القادة السياسيون الحلاقون " أصحاب المحلات الفئوية الحزبية والنشرات التخوينية والتكفيرية عندنا , سيكتشف الغواصون في بحار التاريخ أنهم ما كانوا يزينون رؤوسنا , ولا ما علاها من شعر بالشعر , بل سيبينون لمن سيبقى من حيا كيف كانت مقصاهم وقصصهم تخدرنا , وكيف كانوا يستبدولون في لحظة غفلتنا التي تنتابنا وعينا بفتيل يشتعل لمجرد قدحة من ريموت كونترول القائد الملهم الذي نقول عنه في المثل الشعبي :" عداه العيب " فهل سنتخلص من هذا العيب قبل أن يطبق علينا اليم من يمين ويسار ؟!

وتسلط علينا السماء الجراد , ويخرج لنا من الأرض ياجوج ومأجوج , قد لاينفع معهم الفولاذ المنصهر , ولاينجينا من المصير المجهول المحتوم مصاهرة الحموات الإقليمية والدولية ؟!! فما زلنا نمتلك إيمان اللحظة الأخيرة وبإمكاننا أن نفعل فننجي أنفسنا وأجيال من بعدنا !! Mad

سلام
سؤال يراودني منذ امد بعيد لما الشعب الفلسطيني يفعل في نفسه هكذا ؟
يتسابقون على سلطة بالاصل ليست موجودة لما يستبيحون دماء بعضهم وهو سهل عليهم اسهل من استباحة الاسرائيلين لدماءهم ، على ماذا يقتتلون ؟ اين الوحدة كالبنيان المرصوص لتحرير بلادهم ؟
لا ارى فلسطين تتحرر على ايدي ابناءها لانهم لا يستحقونها فهي ارض مقدسة لكل الاديان السماوية وهم بهدرهم كل هذه الدماء سدى لا يستحقونها عذرا اخوتي على قسوتي ولكن من المي مما يحدث.