حماس تستنكر طلب عباس لقوات دولية في غزة وتعتبرها إحتلالا.

"حماس" ترى أي تمركز لقوات دولية أنه يأتي على خطى قوات الاحتلال - مشهد لجنود صهاينة في الخليل (أرشيف)



شدّدت حركة "حماس" رفضها لما طالب به رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، من نشر لقوات دولية في قطاع غزة، وأكدت أنها تعتبر تلك القوات بمثابة "قوات احتلال جديدة".

فتعليقاً على تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مؤتمره الصحفي في باريس، بشأن طلبه إرسال قوات دولية إلى قطاع غزة، بحجة المساعدة في الإشراف على إجراء انتخابات مبكرة؛ صرّح مصدر مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، السبت (30/6)، قائلاً "يبدو أنّ السيد محمود عباس مصرّ على الإمعان في الخطأ، سواء لجهة إرسال قوات دولية الأمر الذي سبق لحركة حماس أن رفضته بوضوح، أو لجهة إجراء انتخابات تشريعية مبكرة وهو ما رفضته الحركة سابقاً لمخالفته القانون".

وتابع المصدر في تصريح مكتوب أرسل إلى "المركز الفلسطيني للإعلام"، قوله "كان حرياً بالسيد عباس أن يعطي الأولوية لإخراج قوات الاحتلال الصهيوني من الضفة الغربية، بدل مطالبته إرسال قوات دولية إلى قطاع غزة لتشكل احتلالاً جديداً له"، وأضاف "كما كان الأوْلى به أن يعمل على معالجة جذور المشكلات الحقيقية التي أدت إلى هذه الحالة الفلسطينية المؤسفة، بدلاً من الاستمرار في مسلسل التخبط في المواقف، ومنها موقفه المعروف تجاه المقاومة"، كما قال.

ومضى المصدر المسؤول في "حماس" قائلاً إنّ على عباس "أن ينحاز إلى الأولويات الوطنية التي تهمّ شعبنا في هذه المرحلة، والعمل على إعادة اللحمة للنظام السياسي الفلسطيني، واستكمال ترتيب البيت الفلسطيني بدلاً من انسياقه وارتهانه للرغبات الأميركية والإسرائيلية"، حسب تصريحه.

وأكد المصدر رفض حركة المقاومة الإسلامية لتلك المطالبات الصادرة عن رئيس السلطة، وقال "إننا في حركة حماس نؤكد رفضنا القاطع إرسال أي قوات دولية إلى قطاع غزة، وسنعتبرها قوات احتلال جديدة لأرضنا، وسنتعامل معها على هذا الأساس"، وفق ما ذكر.

وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد طالب بنشر قوات دولية في قطاع غزة، كاشفاً النقاب أنه طرح هذا المقترح على رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت. وكان الكيان الصهيوني قد قال في وقت سابق إنه سيدرس اقتراح نشر قوات دولية في القطاع.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده محمود عباس في باريس، مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر مساء الجمعة (29/6)، ذكر خلاله أنه نقل مطالباته هذه إلى أولمرت، علاوة على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس نيقولا ساركوزي. وبرّر محمود عباس مطالبته بنشر قوات دولية في قطاع غزة بما سماه ضمان إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المبكرة، على حد تعبيره.

ولا تلقى فكرة نشر قوات دولية في القطاع قبولاً في الساحة الفلسطينية، خاصة وأنّ الغرض المعلن منها ليس حماية المواطنين الفلسطينيين من اعتداءات الاحتلال وإنما التضييق على المقاومة الفلسطينية وحماية الجانب الصهيوني من عملياتها.